احمد محمود محمد الجرّاح
نشأته ومولده
احمد محمود محمد الجرّاح مدير ومؤسس الفريق العربي الإستشاري لأعمال الألغام من مواليد المزار – اربد عام 1960 م ، حيث نشأ وترعرع في بلدة المزار من عائلة اردنية مكونة من ( 8 ) أفراد ، حيث كان المولود الثالث لهذه العائلة الكريمة، وقد كان والده يعمل بمهنة شرطي في مديرية الأمن العام .
تزوج ( الجرّاح ) وهو في سن الرابعة والعشرون من عمره ، وله من البنات ( 4 ) ، ومن الذكور ( 2 ) ، وقد تلقى تعليمه لإبتدائي والإعدادي والثانوي في بلدة المزار مسقط رأسه ، ومن ثم التحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1979 م برتبة ومهنة تلميذ عسكري ، وأنهى الخدمة عام 1999 م لإحالته الى التقاعد بعد خدمة (20) سنة في سلاح الهندسة الملكي .
حياته المهنية
لم تكن الفترة التي قضاها )الجرّاح (في القوات المسلحة الأردنية سوى محطة أولى من محطاته في العمل والمثابرة والانطلاق نحو رسم ملامح جديدة لمرحلة قادمة ، حيث كان للخبرات والمهارات التي اكتسبها خلال فترة وجوده في القوات المسحلة الأردنية دور أساسي ومحوري في صقل شخصيته القيادية وإكسابه المعرفة الضرورية في مختلف المجالات ، وخصوصاً المجال المهني في مجال الألغام والمخلفات الحربية ، حيث اشترك ( الجراح ) وساهم في عمليات متعددة كان أبرزها ازالة الألغام من الأراضي الزراعية التي قام بها سلاح الهندسة الملكي ، بالإضافة الى اشتراكه في مجالات أخرى ، وهذه الخبرات والمهارات التي اكتسبها لا يمكن لها ان تذهب ادارج الرياح بمجرد الانتهاء من محطته الاولى في كنف القوات المسحلة الأردنية.
كان ( الجرّاح ) يتطلع دوماً للعمل ضمن منظومة تكاملية تُعنى بالحد من مخاطر الألغام والمخلفات الحربية انطلاقا من واجبهِ المهني والانساني تجاه المناطق التي تعاني من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة ؛ ولتحقيق حلمه وإكمال مسيرته المهنية التي بدأها في القوات المسلحة الإردنية ؛ كانت محطته الثانية بأن تم اختياره ليكون مدير عمليات الهيئة الوطنية لإزالة الألغام NCDR عام 2005 ؛ حيث كان له دور بارز وفعّال للوصول إلى أردن خال من الألغام والمخلفات الحربية.
ونظراً لتسارع وتيرة الاحداث في العالم ككل وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحديداً ، وما خلفته النزاعات والصراعات المسلحة في هذه المناطق من معاناة للمجتمعات المتضررة ، جرّاء الكميات الهائلة من الألغام والمخلفات الحربية ، والتي انعكست بشكل سلبي على تنمية واستقرار تلك الدول ، حيث كان لهذه الاحداث دور مفصلي في توجيه البوصلة نحو عمل اكثر احترافية وشمولية في التعامل مع الاحداث المستجدة والتي كانت ضمن اهتمامات وعمل (احمد الجرّاح).
كان ( الجرّاح ) يؤمن ان الحلم لا بد له أن يتحقق ، لذلك أنطلق بخطىً ثابته نحو تأسيس مؤسّسة خاصّة تختص في مجال الألغام والمخلفات الحربية وتقديم الاستشارات ، ولمساعدته على تحقيق حلمه شرع في البحث عن رفاق السلاح الذين يثق بخبراتهم ومؤهلاتهم العلمية والذين سيكون لهم في المستقبل القريب دورٌ فعّال في نهضة الشركة ورفعتها نحو التطور والإنجاز.كان لهذه الاحداث وما تلاها، شرارة الإنطلاق نحو الشروع بالبدء بتأسيس الحلم الذي لطالما تمناه ( الجرّاح ) بعيداً عن البيروقراطية والمعوقات التي تنعكس سلباً على الأداء والانجاز وتؤدي الى هدر الطاقات ، واستبدالها بنموذج تحولي تكاملي اكثر ديناميكية وحيوية في التعامل مع مختلف القضايا لا سيما الانسانية منها .
كان ( الجرّاح ) يؤمن ان الحلم لا بد له أن يتحقق ، لذلك أنطلق بخطىً ثابته نحو تأسيس مؤسّسة خاصّة تختص في مجال الألغام والمخلفات الحربية وتقديم الاستشارات ، ولمساعدته على تحقيق حلمه شرع في البحث عن رفاق السلاح الذين يثق بخبراتهم ومؤهلاتهم العلمية والذين سيكون لهم في المستقبل القريب دورٌ فعّال في نهضة الشركة ورفعتها نحو التطور والإنجاز.
حلمٌ يتحقق
أخيراً تحقق حلم ( الجرّاح ) بإنشاء مؤسسة الفريق العربي الإستشاري لأعمال الألغام ( AMACC) في الأردن عام 2009 م، لتنطلق برؤية اكثر شمولية ورسالة انسانية بحتة لتحقيق اهدافها في تلبية طموح المجتمعات المتضررة من الألغام والمخلفات الحربية للوصول الى بيئة آمنة تمكنها من التنمية المستدامة والعيش بسلام .
توسع حلم ( الجرّاح ) على ارض الواقع بوتيرة متسارعة نظراً لإيمانه الراسخ بالنجاح، وانطلق ليشمل دولاً مجاورة ( العراق ، ليبيا ، اليمن ، سوريا ) يقدم المساعدة للمجتمعات المتضررة من النزاعات المسلحة ويشارك في بناء القدرات في مناطق الصراع ويزودهم بالمعرفة الضرورية التي يحتاجونها للتغلب على المخاطر التي تواجههم نحو بيئة آمنة خالية من الألغام والمخلفات الحربية ، ينشر السلام ويساعد في تحقيق الازدهار لتلك الدول .
تطلعاته المستقبلية
ضمن الرؤية والمهمة التي انطلقت عليها AMACC ، سعى ( الجرّاح ) جاهداً ان يكون لهذه المؤسسة الوليدة قيمة مضافة تميزها عن غيرها من الجهات التي تُعنى في هذا المجال ، لذلك فقد عمد إلى التوسع في المهام مع ما يصاحبه من التطوير والتدريب والتحديث ومجاراة التكنولوجيا وتبادل الخبرات والمعارف وتطوير العلاقة مع الشركاء، وغيرها من الاسباب التي تحقق رؤية المؤسّسّة وتجعلها قادرة على الوصول الى الغاية التي انبثقت منها ، وصولاً إلى التميز والاحترافية في العمل.
وفاته
في صيف عام 2018 تم تشخيص حالة (الجرّاح) المرضية باصابته بسرطان الرئة ، وفي كانون الثاني من عام 2019 توفي (الجرّاح ) راضياً بقدر الله وهو يحمل في جنباته فيضٌ من غيض من عمل الخير ومن المحبة والسلام للجميع .
عهدٌ ووفاء
توفي ( الجرّاح ) عن عمرٍ يناهز (التاسعة والخمسون)، فقد مات رحمه الله ؛ ولكن لم تمت رسالته الانسانية ، وبقي حلمه يتحقق ويتوسع ، ذلك أن حلمه ورثه رفاق تتلمذوا على نهجه واسلوبه ، عاهدوا الله ان يحملوا رسالته بأمانة واخلاص وأن يبقوا على العهد والوفاء ، يحققوا رؤياه ورسالته ، وينشدوا أمله